الثامن والعشرين
عادت وفاء لمكتبها تحاول أيضا أن تتابع العمل وتنحية تخبطها جانباً ،
أستاذ عمار!!!
رجل يحمل الكثير من الغموض برأيها منذ إلتقته أول مرة ، صامت لا يفصح عن أفكاره ولا يشاركها بشكل قد يبدو فظا للبعض لكنها تراه مثيرا.
بدأت العمل على التصميم فتلك النظرة التى شملها بها حين أنجزت تصميم القرية تحب أن تراها دائماً بعينيه.
رأت فخراً لم تحظ به مسبقا بعينى رجل، ربما لم تحظ بعناية رجل مطلقاً لكن هذا لم يدفعها لإلقاء نفسها أمام أي نظرة اهتمام تقابلها ، ويمكنها أن تضيف عمار إلى قائمة هؤلاء.
استجمعت شتات نفسها التى تهفو للحنان وتشتاق للاهتمام لتجمع كل تركيزها وتعيد عقلها الشارد إلى العمل بعيدا عن تخبط المشاعر الذى لا تريد الخوض فيه مجدداً.
………
تحركت سهى ببطء لتغادر الفراش ثم الغرفة، تلك الحميمية التى يحيطها بها أثناء نومها تمنحها راحة إضافية هى بحاجة إليها بشدة .
ليتها منحت نفسها الفرصة للشعور بهذا الدفء مسبقاً لكانت حياتها اختلفت بشكل كبير.
أعدت الفطور بما اتيح لديها فهى بحاجة للتسوق وبالطبع تحتاج مساعدة في هذا أيضاً.
أغلقت باب البراد بحدة وهى تستنكر أن عاشت كل هذا العمر اتكالية على الجميع فأصبحت زوجة وهى تجهل أبسط مبادئ إدارة المنزل .
حملت ما لديها وهى تشعر بالخجل لقلة الطعام واتجهت للغرفة وكان عثمان لايزال نائما ، وضعت الطعام جانباً ثم بدأت تهزه برفق
_ عثمان قوم علشان معاد الدوا
تأفف عثمان كطفل صغير
_ انا زهقت من الدوا ومن السرير ومن الجبس ومن كل حاجة
_ معلش هانت يا عثمان كلها كام يوم ونروح نشوف رجلك عاملة إيه
اعتدل جالسا لينظر نحو الطعام الذى أعدته ويتساءل متناسيا تذمره
_ هى التلاجة فاضية ؟
_ ايوه هبقى انزل النهاردة اجيب شوية حاجات
_ تنزلى وتسبينى تانى ؟
_ ما أنا اتكسف اطلب من حد يجيب لى انا هروح عند البقال بس وارجع
_ البقال اللى عنده صنايعية الشارع كلهم والعيال ؟ لا يا سهى أنا مش موافق طبعا ولا تفكرى تشترى حاجة من المحلات الزحمة دى
عقدت ساعديها وحاجبيها إحتجاجا على هذا التسلط رغم أن قلبها يؤيده بينما تابع
_ فى حاجة اسمها اونلاين يا حبيبتي ولما اخف إن شاء الله نبقا نروح سوا السوبرماركت لكن لوحدك انسى
_ هتجيب جبنة وبيض اونلاين يا عثمان ؟
_ اه هجيب وهاتى الموبايل من برة انا مش فاهم بتخرجيه وانا نايم ليه؟
اتجهت للخارج وهى تجيب بتلقائية اشعرته بالكثير من الأهمية فى حياتها
_ علشان محدش يتصل وتقلق
عادت إليه بهاتفه ليطلب كل ما يحتاج المنزل وربما أكثر مما كانت تفكر فيه وأشمل ثم أنهى المحادثة
_ نص ساعة والحاجة تبقى عندك وماتفكريش تخرجى أي حاجة ناقصة قولى لى وانا اجيبها
_ طيب معلش هتاكل الأكل ده علشان معاد الدوا
بدأ يتناول الطعام بلا تذمر فهو لا يرفض أي ما تقدمه له مهما استصغرته هى .
غادرته بعد تناول ادويته فقد وصل ما طلبه ويعلم أنها ستحتاج وقتا لتنظيم الأغراض.
بدأ ضغط ضميره يتزايد فقد تمكنت من تنحية كل المخاوف جانبا واقصاء كل الظنون بعيدا ، لقد أصبحت سهى التى لم يحلم بها بل أفضل كثيراً مما تمنى.
لازالت تجهل تذكره للماضى ولازال يتابع تصنعه فقط خشية المواجهة معها بشكل قد يعيد تلك الذكريات للحياة.
غادر الفراش نحو المطبخ عازما على عرض مساعدته فالتواجد بالقرب منها افضل من مصارعة أفكاره.
كانت الطاولة تزدحم بالمشتروات وهى تائهة بينها ليبتسم معلنا صبره الجميل على كل ما تجهله ثم اتجه نحوها ليجلس متخليا عن عكازيه
_ هاتى العلب وانا اساعدك
لم تر بأسا فى هذا فهى بالفعل تائهة لا تعلم كيف تنهى هذه الفوضى ولم يستغرق الأمر منهما معا أكثر من نصف ساعة وكان المطبخ كله نظيفا تماما مريحا للأعين.
طيلة الوقت وهى تتحرك حوله لتزيد من عذابه الذى لم تعد طاقته تتحمله ، لم يعد يحتمل أن تكون بقربه ولا يقوى على تقريبها منه أو التقرب منها كما يتمنى .
مراقبته لها تزيد من رغباته لكنها منذ عاد للمنزل تتهرب من كل تقارب أو فرصة يمكن أن تجمع بينهما بشكل بدأ يخجله من المحاولة فأصبح مؤخرا يكتفى بضمها ليلا حتى تغفو آلامه .
فأين ذهب الصبر الذى كان يتحلى به؟
أين ذهبت القوة التى كان يتمسك بها ؟
مجرد رؤية قلبه مشاعرها أصبح يزيد من إلحاح قلبه الذى لم يعد يكتفي
شرد عنها قليلا مع أفكاره لتعيده إليها بعد أن جففت كفيها
_ شكرا يا عثمان ماكنتش هعرف اعملهم لوحدى
ابتسم عثمان لكن ابتسامته لم تصل لعينيه لتتساءل
_ مالك يا عثمان انت تعبان؟
اومأ مؤكدا وهو يعتمد على عكازيه متجها لخارج المطبخ بصمت أثار ريبتها لتتبعه خطوة بخطوة بشكل أفقده صبره .
وصل للغرفة ليتسطح فوق الفراش فتسارع بحمل ساقه المصابة وما إن همت بالتراجع أمسك ذراعها يجذبها نحو صدره المعذب بحدة افزعتها وهو يفرغ شحنة تخبطه
_ انت بتعملى كده ليه ؟
_ انا عملت ايه يا عثمان ؟
_ بتفضلى قريبة منى ولما اقرب منك تهربى منى ، انت عاوزه ايه يا سهى؟ لسه قلبك مش قابل عثمان؟ لسه هتعذبينى اكتر من كده ؟
تهربت عينيها من مواجهة نظراته لتستقر اجفانها مسدلة تخفى عنه ما تعانيه وهى تتحدث بخفوت
_ عثمان الدكتور قال بلاش صدمات أو أي حاجة ممكن تزعلك
_ هو فى صدمة اكبر من انك تبقى في حضنى ومش عاوزانى؟ هو فى زعل اكبر من رفضك ليا؟
_ عثمان انا مش رفضاك
صمت لحظات يحاول التأكد مما تفوهت به شفتيها للتو لكنها لا زالت تخفى عينيها عنه ، منح نفسه الفرصة لإلتقاط أنفاسه الثائرة بينما الضعف يزحف على روحه مزعزعا الحدة التى كانت تسيطر عليه للتو وهو يهمس متسائلا
_ مش رافضانى؟ امال بتبعدى عنى ليه؟
_ علشان انت مش فاكر إحنا كنا ازاى؟ انا مش عاوزة استغلك يا عثمان
إلتقى حاجبيه مستنكرا ما تدعيه وهو يزيد من جذبها نحوه برفق دون أن يمنح عقله فرصة لإعادة السيطرة أو تلجيم اندفاع مشاعره
_ وإذا قلت لك انى فاكر كل حاجة!
ارتفعت نظراتها تواجه نظراته بفزع لتجد سكينة وهدوء يعمان ملامحه وهو يتابع
_ وإذا بتسمى قربك منى استغلال انا راضى انك تستغلينى طول عمرى
تكر عينيها وتفر يمينا ويسارا وهو يحيط بها بإصرار
_ فاكر؟ عثمان .. أناا
_ هششششش انا عارف يا سهى ماتدافعيش عن نفسك لأن ده دورى، انا اللى طول عمرى بدافع عنك ، انا اللى طول عمرى حمايتك اوعى تفكرى انى محتاج منك تدافعى عن نفسك أو تبررى تصرفاتك انا خلاص عنيا فتحت وفهمت
بدأت السكينة تغلف ملامحها مع اقترابها الشديد منه بفضل جذبه المترفق لها حتى أصبحت بين ذراعيه ليعلو صوت الرجاء
_ خليكى جمبى انا محتاج لك
هى لا تريد أن تكون بقربه فقط بل تتمنى أن تختبئ بهذا الصدر وخلف هذه الأضلع من كل الضغوط التى لم تعد تتحملها هى نفسها لم تكن تتخيل أن روحها بمثل هذه الهشاشة التى تحتاج دعمه وقربه وفيض مشاعره
لقد كان فقدانه الذاكرة هو ما يحول بينها وبين التنعم بكل ما تحتاج من قربه فها هو يخبرها أنه يتذكر لذا لم تفكر لحظة واحاطته بذراعيها وهى ترتقى الفراش لتستقر قرب صدره الذى بدأ يأن لما يعانيه منها فتأتى تلك الضمة كترياق الحياة للمحتضر ، أغمضت عينيها فهى بحاجة لبعض السكون لكن تلك الثورة التى اشتعلت بصدره ستحول دون سكينتها .
إلتقى ذراعيه يضمانها لهفة ليبدأ الخجل معلنا سيطرته عليها لكن عثمان لم يتراجع لوهلة واحدة واقتطف ثمار الخجل عن وجنتيها لينثر بدلا منه ربيعا مزهرا محملا بغيث أشواقه .
…….
استقرت منذ وقت لا يريد أن يحصيه فوق صدره تتحدث إليه وهو يحسن الإستماع لكل ما تريد أن تخبره به، عن مشاعرها أثناء غيابه عنها، لم يكن يتخيل أن البعد قد يقرب المسافة بينهما لهذه الدرجة هو فى هذه اللحظة يشكر تلك الإصابة التى أعادت له زوجته .
_ مش عاوز تسأل عن حاجة ؟
فكر أن يشاغبها قليلا وينير بعض ذكرياتها التى لا ترى منها سوى نصف الصورة فقط ليتساءل
_ خبيتى السبحة فين المرة دى ؟
انطلقت ضحكتها فقد ظنته اغفل أمرها لتبتعد قليلا وهى تواجهه بحدة مضحكة
_ السبحة دى المفروض تبقى بتاعتى
_ لأن انت اللى اخدتيها أول مرة وخبتيها فى اوضتى
تبعثرت الحروف فوق شفتيها ليتابع
_ عمى قالى لما حضنى يومها أنه عارف أن انت اللى اخدتى السبحة وقلبه مش هاين عليه يحرجك
زادت سيطرة الدهشة لتفتح فمها وتغلقه دون أن تتمكن من تجميع كلمات تعبر عن صدمتها وهو يردف ببطء
_ وانا كمان قلبى ماهنش عليه يحرجك قولت هخليها معايا وابقى اديهالك بعدين بس كل ما كنت تبعدى عنى كنت أتراجع عن الفكرة
ارتفع كفه يسحبها من فجوة الصدمة المسيطرة عليها وهو يقرص وجنتها كما كان يفعل فى الصغر
_ اخدتيها خلاص خليها معاكى بس حافظى عليها كويس .
يقدر ما تشعر به وما تقوم به من لوم نفسها مجددا لذا أعادها برفق لصدره وهو يحاول تخليصها من صدمتها
_ نامى يا سهى وماتفكريش فى حاجة ، خلى الماضى مقفول عليه وخلينا نعمل ذكريات جديدة ، مش ده طلبك منى لما فوقت؟ دلوقتى بس اقولك أن ذكرى واحدة من بعد الحادثة هتردم اللى فات وتفتح لنا باب جديد لازم ندخله سوا ونحافظ عليه مفتوح .
………
وصلت هنية برفقة سارة لمنزل عثمان لتفقده بينما غابت هالة لشعورها بوعكة صحية يجهل عثمان كل تفاصيلها ، استقبلتهما سهى بدهشة
_ خالتى فين؟
نظرت لها أمها بحزن لم تصدقه متسائلة
_ لو انا اللى ماجتش كنت هتسألى عليا؟
لم تجب سهى بل خيم الوجوم عليها لتتحدث سارة بحزن
_ خالتو تعبانة اوى وعالية قاعدة معاها
زاد التجهم الظاهر فوق ملامح سهى بينما تعالى صوت عثمان المتساءل عن الزائر ليزول كل ما ظهر على هنية من حزن وهى تتجاوز ابنتها للداخل
_ إحنا يا حبيبي
أغلقت سهى الباب وهى تمسك سارة لتفهم منها المزيد عن وضع هالة بينما تقدمت هنية حيث ظهر عثمان بباب غرفة النوم ليتعجب
_ هى ماما مش معاكم ؟
_ كسلانة بس انا قولت لازم اشوفك
_ تنورينا يا خالتى
جلست بجواره مباشرة لينظر نحو سهى التى تتهامس مع سارة ولا تبدو ملامح وجهها مريحة له لكنه تجاوز عن ذلك محترما ما تشعر به سارة من تخبط فى الفترة الأخيرة بينما تساءلت هنية
_ عامل ايه يا عثمان ؟ مالحقتش اجى بدرى اعمل لك غدا
ابتسم عثمان وعينيه متعلقة بزوجته
_ سهى بتعمل اكل حلو اوي يا خالتى ماتشليش همنا المهم طمنينى انت عليك
ابتسمت هنية فهو الوحيد الذى يسأل بهذا الاهتمام عنها أو هكذا تحب هى أن ترى لذا أجابت بصوت هامس
_ انا كويسة يا حبيبي ونفسى اشوفك واقف على رجليك
_ إن شاء الله ، وسارة عاملة إيه معاك بعد عمى الله يرحمه أكيد متعلقة اكتر بوجودك
تنهدت هنية وهى تتذكر أن سارة أصبحت أكثر عنادا بعد وفاة أبيها بل وبدأت تجادلها كثيرا فى كل التفاصيل ، الملابس، أدوات التجميل ، الحجاب تبدو لها الفتاة رافضة لكل ما يتوجب عليها ولا تجد افضل من عثمان تشاركه همومها لذا قالت
_ سارة بقت عنيدة وبتقل ادبها وصوتها بيعلا كتير انا ضربتها امبارح
حاول الحفاظ على ملامحه دون أن يظهر غضبه متسائلا
_ ماتوصلش للضرب يا خالتى ، ليه عملتى كده؟
تهكمت ملامح وجه هنية وهى تجيب
_ وهى يعنى فرق معاها؟ مش عاوزة تلبس الحجاب زى الناس نص شعرها برة وبردو عملت اللى فى دماغها
_ مش قولت لك يا خالتى كان لازم تتدرب على كل حاجة وتفهم بالراحة من الأول اهو ده نتيجة صدمتها.
صمت مع إقبال سهى التى صحبت سارة للمطبخ لتحضير العصير دون أن تنتبه هنية لذلك ، وضعت سهى الصينية لينظر هو نحو سارة مبتسما
_ إيه الجمال ده يا سارة ؟ الحجاب هياكل منك حتة
_ بجد يا أبيه ؟
_ طبعا بجد ، بس هم الشعرتين دول مش مقتنعين بالحجاب ولا إيه هههه
_ يوووه يا أبيه هو لازم نعقد نفسنا يعنى ؟
حافظ على ابتسامته ووده ونبرة صوته وهو يجيب
_ لا طبعا بس الحجاب فرض والفروض مفيش فيها فصال يعنى يا نطبقه زى ما ربنا ما قال يا مانطبقش ومانشلش وزر أننا نألف فى الدين
عقدت الفتاة حاجبيها وذراعيها وبدى عليها عدم الاقتناع ليضحك عثمان
_ هو اللى بيزعل بيحلو كده؟ ده احنا نضربك بقا
ضحكت سارة بينما تابع
_ عموما انت كبرت يا سارة واحنا علينا ننصحك بس لكن القرار قرارك وربنا هيحاسبك انت لوحدك عليه أنا عاوزك بس لما تروحى تقفى قدام المرايا وتلفى الحجاب حلو وشوفى الفرق وبعد كده قررى وأحنا مش هنعترض لكن هنفضل ننصحك ونزن على دماغك زى أي عيلة بتحب القمر الصغنن بتاعها .
اشرق وجه سارة بشكل تعجبت منه هنية وكذلك الصمت الذى خيم عليها، لم تحتد أو تغضب كما حدث بالأمس ليصل الأمر للصراخ ولصفعها لها .بينما اقترب عثمان من خالته هامسا
_ لما تغير لفة الحجاب قولى لها أن شكلها اجمل هتفرح يا خالتى البنات بتيجى بالكلمة الحلوة ماتخليش حد تانى يضحك عليها بيها.
لم تشعر سهى بالغضب لذلك القرب الذى تراه بينه وبين أمها فقد أدركت أن تقاربهما أمر طبيعى لا يستدعى شعورها بالغيرة فعثمان لا يسرق منها عطف أمها ومودتها بل أمها تضن عليها بهما .
بدأ الحوار يميل للود ويسود الضحك الجلسة بينما تعذرت سهى لدقيقة واتجهت لتهاتف عمها لتستوضح اكثر عن هالة ليخبرها صبرى بلهجة حزينة أن الطبيب قد أكد إصابة هالة بداء السكري كمرض مزمن فينتقل لها ما يشعر به عمها من حزن .
عادت لمجلسهم ليتساءل عثمان
_ مالك يا سهى ؟
_ أبدا كنت بسأل عن واحدة صاحبتى غالية عليا اوى لقيتها تعبانة
_ مين وفاء؟
_ لا مش وفاء واحدة صاحبتى من زمان اوى
لا يحتاج جهداً ليرى أنها تخفى عنه أمر ما لكنه يثق بها وثقته لن تتزعزع لمجرد عارض كهذا ربما لديها أسباب قوية تمنعها من البوح أو المصارحة لكن ستفعل لاحقا هو يثق أنها ستفعل .
_ لو تحبى روحى زوريها
_ بجد !!
تهلل وجهها يثبت أن هناك شخص عزيز بالفعل تحتاج تفقده كما أنها نهضت فوراً
_ طيب هروح نص ساعة بس واخد سارة معايا وماما هتقعد معاك
بدأت فورا تتحرك للداخل بخطوات مهرولة ليخفى دهشته وينظر نحو سارة ممازحا
_ وانا بقا اقول لمين فيكم تاخد بالها من التانية ؟
_ انا هاخد بالى منها ماتخفش يا أبيه ده انا اصلا بودى جارد متنكر
ابتسم عثمان وسرعان ما ظهرت سهى وقد بدلت ملابسها بتسرع على غير العادة تشير لها
_ يلا يا سارة
غادرت فى لحظات بينما هنية تشعر بسعادة كاملة لهذه الفرصة التى ستمنحها الكثير من الوقت مع عثمان.
……..
وصلت سهى لمنزل عمها فى لحظات وكان هناك يجلس قرب فراش هالة التى فزعت لرؤيتها
_ سهى! اوعى يكون عثمان عرف حاجة ؟
_ ماتخافيش يا خالتى قولت له هزور واحدة صاحبتى المهم انت عاملة إيه ؟
كان الحزن يغلف عمها بشكل كبير سيؤثر سلباً على حالتها بشكل مؤكد ، مجرد النظر لملامحه الحزينة والشعور بالهم الذى يحنى هامته سيزيدها سواء.
لم تطل البقاء لكن حين شيعها عمها للخارج همست بسرعة
_ عمى لاحظ أن خالتى بتتأثر بحالتك يعنى لازم تفك شوية، السكر مرض مزمن عاوز تعايش يعنى نومها ده ماينفعش لازم تتعلم تتعايش معاه هتتعب شوية فى الأول بس بعد كده خلاص هتلاقيها رجعت تعيش حياتها عادى . انا عارفة انك هتبقى معاها علشان كده مطمنة .
ابتسم صبرى فالفتاة تؤدى دوره هو فى التوجيه وهو لا يعترض على تبادل الأدوار المهم أنها محقة هو نفسه يحتاج لرؤية هالة تحيطه بهالة حيويتها من جديد.
عادت سهى للمنزل وكان عثمان وهنية يتناولان وجبة خفيفة أعدتها أمها ليتساءل
_ لقيتى صاحبتك عاملة إيه ؟
_ كويسة الحمدلله
_ هى اسمها إيه صحيح ؟
نظرت نحوه وقد رأى اهتزاز عينيها ليعلم أنها لا تريد إخباره .
رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل 37